بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
عاشت عائلة بالمسيلة - احدى ولايات الجزائر - يومي 23 و24 أفريل الجاري
على وقع اختفاء ابنتها دعاء التي لم يتعد عمرها 3 سنوات..
ونزل الخبر كالفاجعة واهتز له الجميع، حيث تجند الجيران على الفور للبحث عن دعاء،
لكنهم لم يفلحوا فعادوا ولم تعد معهم الطفلة فعمّق هذا المشهد الذي سجل أحزان العائلة
وجراء ذلك بادرت بتبليغ مصالح الأمن.
اقتفت أثار موكب فرح فاختفت بعدها
فما كان مجرد شك تحول إلى حقيقة،
فعودة الجيران الذين تطوعوا للبحث عن الطفلة في أحياء عديدة
امتدت حتى على بعد 10 كلم، قطع خيوط الأمل التي كانت عائلة دعاء معلقة بها
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الاعتقاد اتجه إلى إمكانية تعرضها إلى عملية اختطاف،
لكن الجيران حاولوا إسقاط ذلك من ذهن والدها.
هذه التدخلات باءت بالفشل، خاصة مع حلول الظلام،
أين تضاعفت أحزان العائلة وبات الجميع على أحر من الجمر لم يناموا ولم يهدأ لهم بال،
حيث روي للشروق - جريدة الجزائر - أن أم دعاء باتت أمام الباب كالحارس تترقب صوت ابنتها،
أو على الأقل خبر يهدئ من روعها ويكفكف دموعها،
واستمر هذا الوضع إلى أن بزغت شمس صباح الجمعة 24 أفريل 2009،
لكن أخبار دعاء لم تبزغ وأصبح الجميع يميل إلى فرضية الاختطاف.
ومما ذكر لنا في الرسالة التي خصت بها الشروق والمؤرخة في 24 / 04 / 2009
أن عمليات البحث مست حتى الأفراح التي أقيمت أمسية الخميس،
لعل الطفلة قصدت واحدا منها فلم يعثروا لها على أثر
وجراء كل ذلك أشركت إذاعة المسيلة في هذا المشهد
الذي كاد أن يتحول إلى مأساة لولا العناية الإلهية
وببث الإعلان على أمواج الإذاعة تهاطلت على والد الطفلة المكالمات الهاتفية
بعضها كما قال زرع الرعب في نفوس عائلته وتركها تميل أكثر إلى فرضية الاختطاف.
وجدت داخل غار تحضنها كلبة مع جروها
واستمرت هذه الأوضاع المحزنة إلى حوالي الساعة 11 من يوم الجمعة،
اين تلقت أسرة الطفلة بشائر العثور على دعاء، ولكن من عثر عليها وأين وكيف،
هي الأسئلة التي حولت اختفاء دعاء لأكثر من 17 ساعة إلى قصة حقيقية،
حيث الطفلان صلاح وعلاء الدين،
هزهما صوت ينبعث من وسط ركام بإحدى التجزئات الترابية فاقتربا من المكان،
فإذا »بدعاء« في حضن كلبة مشردة مع جروها داخل ما يشبه الغار،
فهرع الجميع إلى عين المكان واختلطت دموع الحزن بدموع الفرح وتعالت الزغاريد،
وتأكدوا من أن الطفلة سليمة معافاة،
وتبيّن ذلك من خلال الفحوصات الطبية التي أجريت على دعاء في المستشفى.
ومن جملة ما سجلناه أثناء تنقلنا إلى عين المكان
أن التجزئة التي عثر بها على الطفلة تبعد عن منزلها بحوالي 300 متر
لكن وضعية »شبه غار« الذي وجدت به دعاء حالت دون الوصول إليها،
كما أنه كان من الأماكن المستبعد أن تلجأ إليه،
إضافة إلى ذلك أن أهل الطفلة حتى الجيران لم يهضموا الوضعية التي وجدت عليها،
حيث الكلبة التي ينعتها الجميع بالمتشردة، باتت ـ يضيف هؤلاء ـ تحرس دعاء
بل وتحضنها رفقة كلبها الصغير ، ليتأكد هؤلاء أن هذا الاختفاء ليس كذلك
الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام والصحافة.
عائلة دعاء أقامت وليمة أطعمت الكلبة
كان بشر. هل كان ليؤتمن على »دعاء« وليس هذا فقط
بل أشير لنا أن الطفلة وجدت مستلقية وسط الغار وكأنها تنام على »سريرها«،
كما أننا وجدنا الكلبة وجروها بالقرب من الغار وبدت مسالمة فيه
وتبين أنها معشوقة الأطفال داخل الحي، حيث كثيرا ما يقدمون لها الطعام.
وفي نفس السياق علمنا من والد دعاء أنه أقام وليمة
وسألناه إن كان لهذه الكلبة نصيب،
فأجابنا لقد أكرمتها »بالطعام واللحم«
لأنها كانت أمينة ووفية وباتت ليلة كاملة تحرس وتحضن دعاء دون أن تؤذيها.
منقول
سبحان الذي جعل الرحمه في قلوب الحيوانات ونزعها من قلوب بعض البشر